. فأخبر أنه ليس بأعلم بها من السائل وكان السائل في صورة أعرابي ولم يعلم أنه جبريل إلا بعد أن ذهب وحين أجابه لم يكن يظنه إلا أعرابيا فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال عن نفسه : إنه ليس بأعلم بالساعة من [ ص: 342 ] أعرابي فكيف يجوز لغيره أن يدعي علم ميقاتها وإنما أخبر الكتاب والسنة بأشراطها وهي علاماتها وهي كثيرة تقدم بعضها وبعضها لم يأت بعد . ومن تكلم في وقتها المعين مثل الذي صنف كتابا سماه " الدر المنظم في معرفة الأعظم " وذكر فيه عشر دلالات بين فيها وقتها والذين تكلموا على ذلك من " حروف المعجم " والذي تكلم في " عنقاء مغرب " وأمثال هؤلاء فإنهم وإن كان لهم صورة عظيمة عند أتباعهم فغالبهم كاذبون مفترون وقد تبين لديهم من وجوه كثيرة [ أنهم ] يتكلمون بغير علم ; وإن ادعوا في ذلك الكشف ومعرفة الأسرار وقد قال تعالى : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .