قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها } وهذا من خصائصه . وأما قوله : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=52808أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى } قاله في غزوة تبوك لما استخلفه على المدينة فقيل استخلفه لبغضه إياه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا استخلف رجلا من أمته وكان بالمدينة رجال من المؤمنين القادرين وفي غزوة تبوك لم يأذن لأحد فلم يتخلف أحد إلا لعذر أو عاص . فكان ذلك الاستخلاف ضعيفا فطعن به المنافقون بهذا السبب فبين له أني لم أستخلفك لنقص عندي ; فإن موسى استخلف هارون وهو شريكه في الرسالة أفما ترضى بذلك ؟ ومعلوم أنه استخلف غيره قبله وكانوا منه بهذه [ ص: 417 ] المنزلة فلم يكن هذا من خصائصه ولو كان هذا الاستخلاف أفضل من غيره لم يخف على علي ولحقه يبكي .
ومما بين ذلك أنه بعد هذا أمر عليه أبا بكر سنة تسع وكونه بعثه لنبذ العهود ليس من خصائصه ; لأن العادة لما جرت أنه لا ينبذ العهود ولا يعقدها إلا رجل من أهل بيته : فأي شخص من عترته نبذها حصل المقصود ولكنه أفضل بني هاشم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحق الناس بالتقدم من سائرهم فلما أمر أبا بكر بعد قوله : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=52808أما ترضى } . . . إلخ " علمنا أنه لا دلالة فيه على أنه بمنزلة هارون من كل وجه وإنما شبهه به في الاستخلاف خاصة وذلك ليس من خصائصه .
وسئل عنها nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد فقال : زيادة كوفية ولا ريب أنها كذب لوجوه : [ ص: 418 ] ( أحدها : أن الحق لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال ومعلوم أن عليا ينازعه الصحابة وأتباعه في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه : كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل . وقوله : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=595708اللهم انصر من نصره } . . إلخ " خلاف الواقع ; قاتل معه أقوام يوم " صفين " فما انتصروا وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا : " كسعد " الذي فتح العراق لم يقاتل معه وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله .
وأما قوله : يوم غدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي فليس من الخصائص [ ص: 419 ] بل هو مساو لجميع أهل البيت وأبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة ; فإنهم يعادون العباس وذريته ; بل يعادون جمهور أهل البيت ويعينون الكفار عليهم وأما آية " المباهلة " فليست من الخصائص بل دعا عليا nindex.php?page=showalam&ids=25وفاطمة وابنيهما ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة بل لأنهم أخص أهل بيته كما في حديث الكساء : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=595711اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا } .
فدعا لهم وخصهم . و " الأنفس " يعبر عنها بالنوع الواحد كقوله : { ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } وقال : { فاقتلوا أنفسكم } أي يقتل بعضكم بعضا وقوله : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=7026أنت مني وأنا منك } ليس المراد أنه من ذاته ولا ريب أنه أعظم الناس قدرا من الأقارب ; فله من مزية القرابة والإيمان ما لا يوجد لبقية القرابة فدخل في ذلك المباهلة وذلك لا يمنع أن يكون في غير الأقارب من هو أفضل منه لأن المباهلة وقعت في الأقارب وقوله : { هذان خصمان } الآية فهي مشتركة بين علي وحمزة وعبيدة بل وسائر البدريين يشاركونهم فيها .
وأما سورة : { هل أتى على الإنسان } فمن قال إنها نزلت فيه وفي nindex.php?page=showalam&ids=25فاطمة وابنيهما فهذا كذب ; لأنها مكية والحسن والحسين إنما ولدا في المدينة وبتقدير صحته فليس فيه أنه من أطعم مسكينا ويتيما وأسيرا أفضل الصحابة بل الآية عامة مشتركة فيمن فعل هذا وتدل على استحقاقه للثواب على هذا العمل مع أن غيره من الأعمال من الإيمان بالله والصلاة في وقتها والجهاد أفضل منه .