فأجاب : - الحمد لله . هؤلاء قوم مسلمون لهم ما لأمثالهم من المسلمين يثيبهم الله على إيمانهم بالله ورسوله وطاعتهم لله ورسوله ; ولا يذهب بذلك إيمانهم وتقواهم بما غلطوا فيه من هذه المسائل كسائر طوائف المسلمين الذين أصابوا في جمهور ما يعتقدونه ويعملونه ; وقد غلطوا في قليل من ذلك فهؤلاء بمنزلة أمثالهم من المسلمين . [ ص: 541 ] وقولهم : إن توبة ساب الصحابة لا تقبل وأنه مخلد في النار خطأ بل الذي عليه " السلف والأئمة " : كالأئمة الأربعة وغيرهم : أن توبة الرافضي تقبل كما تقبل توبة أمثاله والحديث الذي يروى : " { سب صحابتي ذنب لا يغفر } " حديث باطل لم يروه أحد من أهل العلم ولو قدر صحته فالمراد به من لم يتب فإن الله يأخذ حق الصحابة منه .
كذلك الرافضي إذا تبين له الحق وتاب قبل الله منه وإن كان يقر بتحريم ذلك فهذا ظالم كمن قذف غيره واغتابه ومظالم العباد تصح التوبة منها ويدعو لهم ويثني عليهم بقدر ما لعنهم وسبهم فإن الحسنات يذهبن السيئات .
وإذا قال القائل : هذا حجر ; وقال : لا أقطع بأن هذا حجر فهذا مخطئ ; لكن إن كان مراده أني إذا قطعت بأنه حجر فقد جعلت الله عاجزا عن تغييره فإنه يقال له : بل هو الآن حجر قطعا والله قادر [ ص: 542 ] على تغييره وإن كان مراده بقوله إن شاء الله أن الله قادر على تغييره فهذا المعنى صحيح ; وإن كان شاكا في كونه حجرا فهذا متجاهل يعزر على ذلك . وتجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين فمن قال : لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم . والله أعلم .