[ ص: 108 ] وقال قدس الله روحه فصل " اليتيم " في الآدميين من فقد أباه ; لأن أباه هو الذي يهذبه ; ويرزقه ; وينصره : بموجب الطبع المخلوق ; ولهذا كان تابعا في الدين لوالده ; وكان نفقته عليه وحضانته عليه والإنفاق هو الرزق . و " الحضانة " هي النصر لأنها الإيواء ودفع الأذى . فإذا عدم أبوه طمعت النفوس فيه ; لأن الإنسان ظلوم جهول والمظلوم عاجز ضعيف فتقوى جهة الفساد من جهة قوة المقتضى ومن جهة ضعف المانع ويتولد عنه فسادان : ضرر اليتيم ; الذي لا دافع عنه ولا يحسن إليه وفجور الآدمي الذي لا وازع له .