[ ص: 191 ] وسئل رحمه الله تعالى ما يقول السادة الفقهاء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في هؤلاء " المنجمين " الذين يجلسون على الطرق وفي الحوانيت وغيرها ويجلس عندهم النساء . والفساق أيضا بسبب النساء ويزعم هؤلاء المنجمون أنهم يخبرون بالأمور المغيبة معتمدين في ذلك على صناعة التنجيم ويكتبون للناس الأوفاق ويسحرون ويكتبون الطلاسم ويعلمون النساء السحر لأزواجهم وغيرهم ويجتمع النساء والرجال على أبواب الحوانيت بسبب ذلك وربما آل الأمر إلى غير ذلك من إفساد النساء على أزواجهن وإفساد عقائد الناس وتعلق همجهم بالسحر والكواكب وإعراضهم عن الله عز وجل والتوكل عليه في الحوادث والنوازل : فهل يحل ذلك أم لا ؟ وهل صناعة " التنجيم " محرمة أم لا ؟ وهل يجوز أخذ الأجرة على ذلك وبذلها حرام أم لا ؟ وهل يجوز لمن له تعلق بالحانوت من ناظر ومالك ووكيل أن يؤجره من ذلك أم لا ؟ وهل الأجرة حرام أم لا ؟ وهل يجب على ولي الأمر وكل مسلم يقدر على ذلك إزالة ذلك أم لا ؟ [ ص: 192 ] وهل إذا لم يفعل ولي الأمر الإنكار عليهم يدخل في وعيد الحديث الصحيح المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=601143ما من وال يسترعيه الله رعية ثم لم يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة } " وإذا أنكر ولي الأمر هذا المنكر يدخل في قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } ؟ وهل يثاب على ذلك الثواب الجزيل إذا أنكره أم لا ؟ وإن رأوا أن يذكروا ما حضرهم من الأحاديث الوعيدية في ذلك مأجورين . إن شاء الله تعالى ؟
وهكذا قد اعترف رؤساء المنجمين من الأولين والآخرين أن أهل الإيمان أهل العبادات والدعوات يرفع الله عنهم ببركة عباداتهم ودعائهم وتوكلهم على الله ما يزعم المنجمون أن الأفلاك توجبه ويعترفون أيضا بأن أهل العبادات والدعوات ذوي التوكل على الله يعطون من ثواب الدنيا والآخرة ما ليس في قوى الأفلاك أن تجلبه . فالحمد لله الذي جعل خير الدنيا والآخرة في اتباع المرسلين وجعل خير أمة هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقال تعالى : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } والله يؤيد ويعين على الدين واتباع سبيل المؤمنين . والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم .