فأجاب - رضي الله عنه - الحمد لله . بل " العرش " موجود بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها وكذلك " الكرسي " ثابت بالكتاب والسنة وإجماع جمهور السلف . وقد نقل عن بعضهم : أن " كرسيه " علمه . وهو قول ضعيف ; فإن علم الله وسع كل شيء كما قال : { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } . والله يعلم نفسه ويعلم ما كان وما لم يكن فلو قيل وسع علمه السموات والأرض لم يكن هذا المعنى مناسبا ; لا سيما وقد قال تعالى : { ولا يئوده حفظهما } أي لا يثقله ولا يكرثه وهذا يناسب القدرة لا العلم والآثار المأثورة تقتضي ذلك ; لكن الآيات والأحاديث في " العرش " أكثر من ذلك ; صريحة متواترة . [ ص: 585 ] وقد قال بعضهم : إن " الكرسي " هو العرش ; لكن الأكثرون على أنهما شيئان .
وأما موسى فإن الله كلمه بلا واسطة باتفاق المسلمين ; أهل السنة وأهل البدعة لم يقل أحد من المسلمين أن موسى كان بينه وبين الله واسطة في التكليم لا أهل السنة ولا الجهمية ولا من المعتزلة ولا الكلابية ولا غيرهم . ولكن بينهم نزاع في غير هذا . والذي رآه موسى كان نارا بنص القرآن وهو أيضا " نور " كما في الحديث و " النار " هي نور والله أعلم .