وأما النجوم فإن الله أخبر أنها زينة للسماء الدنيا كما قال تعالى : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } وقال : { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } فقال بعض من قال إن الأفلاك غير السموات وإن المراد بالسماء الدنيا هنا الفلك الثامن الذي يذكر أهل الهيئة أن الكواكب الثابتة فيه وادعوا أن تلك هي السموات العلى وأن الأفلاك هي السموات الدنيا ولكن هذا قول مبني على أصل ضعيف . وأيضا فإن الذي نشهده هو الكواكب . وقال تعالى : { فلا أقسم بالخنس } { الجواري الكنس } والخنوس الاختفاء وذلك قبل ظهورها من المشرق . والكنوس رجوعها من جهة المغرب فما خنس قبل ظهورها كنس بعد مغيبها جوار حال ظهورها تجري من المشرق إلى المغرب . [ ص: 595 ] والشمس والقمر في الفلك كما أخبر الله تعالى لا تنتقل من سماء إلى سماء . وليست السموات متصلة بالأرض لا على جبل قاف ولا غيره ; بل الأفلاك مستديرة كما أخبر الله ورسوله وكما ذكر ذلك علماء المسلمين وغيرهم .
. [ ص: 596 ] والأرض يحيط الماء بأكثرها والهواء يحيط بالماء والأرض والله تعالى بسط الأرض للأنام وأرساها بالجبال ; لئلا تميد كما ترسى السفينة بالأجسام الثقيلة إذا كثرت أمواج البحر وإلا مادت والله تعالى { يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا } . والمخلوقات العلوية والسفلية يمسكها الله بقدرته سبحانه وما جعل فيها من الطبائع والقوى فهو كائن بقدرته ومشيئته سبحانه .