صفحة جزء
[ ص: 57 ] فصل وكذلك لفظ " الصالح " و " الشهيد " و " الصديق " : يذكر مفردا ; فيتناول النبيين قال تعالى في حق الخليل : { وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين } . وقال : { وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين } . وقال الخليل : { رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين } . وقال يوسف : { توفني مسلما وألحقني بالصالحين } . وقال سليمان : { وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق على صحته { لما كانوا يقولون في آخر صلاتهم : السلام على الله قبل عباده السلام على فلان فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إن الله هو السلام فإذا قعد أحدكم في الصلاة ; فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإذا قالها أصابت كل عبد صالح لله في السماء والأرض } . . الحديث . وقد يذكر " الصالح مع غيره " كقوله تعالى : { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } .

قال الزجاج وغيره : الصالح : القائم بحقوق الله وحقوق عباده . ولفظ " الصالح " خلاف الفاسد ; [ ص: 58 ] فإذا أطلق فهو الذي أصلح جميع أمره فلم يكن فيه شيء من الفساد فاستوت سريرته وعلانيته وأقواله وأعماله على ما يرضي ربه ; وهذا يتناول النبيين ومن دونهم . ولفظ " الصديق " قد جعل هنا معطوفا على النبيين ; وقد وصف به النبيين في مثل قوله : { واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا } - { واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا } . وكذلك " الشهيد " قد جعل هنا قرين الصديق والصالح وقد قال : { وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق } . ولما قيدت الشهادة على الناس وصفت به الأمة كلها في قوله : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } . فهذه شهادة مقيدة بالشهادة على الناس كالشهادة المذكورة في قوله : { لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء } . وقوله { واستشهدوا شهيدين من رجالكم } . وليست هذه الشهادة المطلقة في الآيتين بل ذلك كقوله : { ويتخذ منكم شهداء } .

التالي السابق


الخدمات العلمية