عربي
Español
Deutsch
Français
English
Indonesia
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
المواريث
بنين وبنات
بوابة الصم
المكتبة الإسلامية
كتب الأمة
تعريف بالمكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام
الرئيسية
مجموع فتاوى ابن تيمية
العقيدة
كتاب الإيمان
مسألة معنى قول النبي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
فهرس الكتاب
مجموع فتاوى ابن تيمية
ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني
صفحة
678
جزء
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
[
ص:
677 ]
سئل رحمه الله عن
معنى قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70249
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
} هل هذا الحديث مخصوص بالمؤمنين أم بالكفار
؟ فإن قلنا مخصوص بالمؤمنين فقولنا ليس بشيء ; لأن المؤمنين يدخلون الجنة بالإيمان . وإن قلنا مخصوص بالكافرين فما فائدة الحديث ؟
عرض الحاشية
فأجاب : لفظ الحديث في الصحيح : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70249
لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان
}
فالكبر المباين للإيمان لا يدخل صاحبه الجنة
كما في قوله : {
إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
} ومن هذا كبر إبليس وكبر
فرعون
وغيرهما ممن كان كبره منافيا للإيمان وكذلك كبر
اليهود
والذين أخبر الله عنهم بقوله : {
أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون
} . والكبر كله مباين للإيمان الواجب فمن في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يفعل ما أوجب الله عليه ويترك ما حرم عليه بل كبره يوجب له جحد الحق واحتقار الخلق وهذا هو "
الكبر " الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم
حيث سئل في
[
ص:
678 ]
تمام الحديث . {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596477
فقيل : يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا . فمن الكبر ذاك ؟ فقال : لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس
} وبطر الحق جحده ودفعه وغمط الناس ازدراؤهم واحتقارهم فمن في قلبه مثقال ذرة من هذا يوجب له أن يجحد الحق الذي يجب عليه أن يقر به وأن يحتقر الناس فيكون ظالما لهم معتديا عليهم فمن كان مضيعا للحق الواجب ; ظالما للخلق . لم يكن من أهل الجنة ولا مستحقا لها ; بل يكون من أهل الوعيد . فقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=69594
لا يدخل الجنة
} متضمن لكونه ليس من أهلها ولا مستحقا لها لكن إن تاب أو كانت له حسنات ماحية لذنبه أو ابتلاه الله بمصائب كفر بها خطاياه ونحو ذلك زال ثمرة هذا الكبر المانع له من الجنة ; فيدخلها أو غفر الله له بفضل رحمته من ذلك الكبر من نفسه ; فلا يدخلها ومعه شيء من الكبر ولهذا قال : من قال في هذا الحديث وغيره : إن المنفي هو الدخول المطلق الذي لا يكون معه عذاب ; لا الدخول المقيد الذي يحصل لمن دخل النار ثم دخل الجنة ; فإنه إذا أطلق في الحديث فلان في الجنة أو فلان من أهل الجنة كان المفهوم أنه يدخل الجنة ولا يدخل النار .
فإذا تبين هذا كان معناه أن
من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ليس هو من أهل الجنة ولا يدخلها بلا عذاب
بل هو مستحق للعذاب لكبره كما يستحقها غيره من أهل الكبائر ولكن قد يعذب في النار ما شاء الله فإنه
[
ص:
679 ]
لا يخلد في النار أحد من أهل التوحيد وهذا كقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31543
لا يدخل الجنة قاطع رحم
} وقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596478
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم
} وأمثال هذا من أحاديث الوعيد وعلى هذا فالحديث عام في الكفار وفي المسلمين .
وقول القائل : إن المسلمين يدخلون الجنة بالإسلام
فيقال له : ليس كل المسلمين يدخلون الجنة بلا عذاب بل أهل الوعيد يدخلون النار ويمكثون فيها ما شاء الله مع كونهم ليسوا كفارا فالرجل
الذي معه شيء من الإيمان وله كبائر
قد يدخل النار ثم يخرج منها : إما بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإما بغير ذلك ; كما قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20560
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي
} وكما في الصحيح أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596479
أخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان
} وهكذا
الوعيد في قاتل النفس والزاني وشارب الخمر وآكل مال اليتيم وشاهد الزور وغير هؤلاء من أهل الكبائر
; فإن هؤلاء - وإن لم يكونوا كفارا - لكنهم ليسوا من المستحقين للجنة الموعودين بها بلا عقاب . ومذهب
أهل السنة والجماعة
: أن فساق أهل الملة ليسوا مخلدين في النار كما قالت
الخوارج
والمعتزلة
وليسوا كاملين في الدين والإيمان والطاعة ; بل لهم حسنات وسيئات يستحقون بهذا العقاب وبهذا الثواب ; وهذا مبسوط في موضعه والله أعلم .
التالي
السابق
الخدمات العلمية
عناوين الشجرة
تخريج الحديث