فأجاب : الرزق نوعان : ( أحدهما : ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير . و ( الثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقا وإن وصل رحمه زاده الله على ذلك كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36526من سره أن يبسط له في رزقه . وينسأ له في أثره فليصل رحمه } . وكذلك عمر داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين .
والأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي والاكتساب [ ص: 541 ] وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب وما قدره له بغير اكتساب كموت موروثه يأتيه به بغير اكتساب والسعي سعيان : سعي فيما نصب للرزق ; كالصناعة والزراعة والتجارة . وسعي بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك ; فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .