صفحة جزء
[ ص: 25 ] بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة في فضائل القرآن

الحمد لله جابر القلوب المنكسرة من أجله، وغافر ذنوب المستغفرين بفضله

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا شيء كمثله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .

وخيره بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا رسولا، فاختار مقام العبودية مع رسله .

أما بعد:

اعلم أن هذا الباب واسع كبير، ألف فيه العلماء كتبا كثيرة، وصنفوا فيه تصانيف عديدة نذكر من ذلك نكتا تدل على فضله، وما أعد الله لأهله إذا أخلصوا الطلب لوجهه وعملوا به، فأول ذلك: أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن أنه كلام رب العالمين غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء، وصفة من ليس له شبيه ولا ند، فهو من نور ذاته عز وجل، وأن القراء ونغماتهم . وهي أكسابهم التي يؤمرون بها في حال، إيجابا في بعض العبادات، وندبا في كثير من الأوقات، ويزجرون عنها إذا أجنبوا، ويثابون عليها ويعاقبون على تركها، وهذا مما أجمع عليه المسلمون أهل الحق ونطقت به الآثار، ودل عليها المستفيض من الأخبار، ولا يتعلق الثواب والعقاب إلا بما هو أكساب العباد، ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله ليتدبروه وليعتبروا وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته، وأداء حقوقه [ ص: 26 ] وفرائضه، لضعفت ولاندكت بثقله، أو لتضعضعت له، وأنى تطيقه، وهو يقول - تعالى جده - وقوله الحق: لو أنـزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (21) .

فأين قوة القلوب من قوة الجبال؟! ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم، فضلا منه ورحمة .

قال ابن عباس : القرآن هو المهيمن الأمين على كل كتاب قبله .

وجاء في " البخاري ": حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة ، قال: أخبرتني عائشة وابن عباس - رضي الله عنهما - قالا: لبث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا .

وجاء عن موسى بن إسماعيل عن معتمر، قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة : "من هذا؟ " أو كما قال، قالت: هذا دحية . فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر خبر جبريل أو كما قال: قال أبي: قلت لأبي عثمان : ممن سمعت هذا قال: من أسامة بن زيد .

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" .

وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: إن الله تعالى تابع على رسوله - صلى الله عليه وسلم - الوحي قبل [ ص: 27 ] وفاته حتى توفاه، أكثر ما كان الوحي ثم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد . أي أن أكثر فترة تتابع الوحي على الرسول فترة قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - .

وقال الأسود بن قيس: سمعت جندبا يقول: "اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل: والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى نزل القرآن بلسان قريش والعرب، قرآنا عربيا بلسان عربي مبين .

قال أنس بن مالك : فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا المصحف، وقال لهم: إذا اختلفتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم ففعلوا .

وكان يعلى بن أمية يقول: ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ينزل عليه الوحي; فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة عليه ثوب قد أظل عليه ومعه ناس من أصحابه إذ جاءه رجل متضمخ بطيب، فقال رسول الله: كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعد ما تضمخ بطيب؟ فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة، فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى أن تعال: فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه فقال: "أين الذي يسألني عن العمرة آنفا"، فالتمس الرجل فجيء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات [ ص: 28 ] وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك " .

قال زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: أرسل إلى أبي بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال عمر : هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد: قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - . فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة معأبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر مدة حياته، ثم عند حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما - .

وقدم حذيفة بن اليمان على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة بن اليمان اختلافهم في القراءة، فقال: [ ص: 29 ] حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .

ويقول زيد بن ثابت : إن آية فقدت من الأحزاب حين نسخوا المصحف . وقد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقناها في سورتها في المصحف .

أرسل أبو بكر - رضي الله عنه - إلى زيد بن ثابت قائلا: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاتبع القرآن، فتتبعت - القائل زيد - حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم إلى آخرها .

ويقول البراء : لما نزلت: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله [ ص: 30 ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة" ثم قال: اكتب: " لا يستوي القاعدون " وخلف ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمروني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلت مكانها: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله . ويتحدث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف " . ويتكلم كل من المسور بن مخرمة وعبد الله بن عبد القاري، أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟! قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: كذبت، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرسله . اقرأ يا هشام " فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كذلك أنزلت، ثم اقرأ يا عمر " فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه " . [ ص: 31 ] جاء رجل إلى عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - من العراق، فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك!! وما يضرك؟! قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك، قالت لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف . قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا . ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإني لجارية ألعب: بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور .

ويقول ابن مسعود في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي .

وقال البراء : تعلمت سبح اسم ربك قبل أن يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وقال عبد الله : قد علمت النظائر التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة، فقام عبد الله ودخل معه علقمة ، وخرج علقمة ، فسألنا، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم حم الدخان، وعم يتساءلون . وسأل قتادة أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن [ ص: 32 ] ثابت، وأبو زيد .

وقال أنس بن مالك : لم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد، ثم أضاف أنس : ونحن ورثناه .

وقال عمر بن الخطاب : أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا أتركه لشيء، قال الله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

حدثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عائشة وابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا .

حدثنا الحسن بن موسى: قال: حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد . عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت لجبريل: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا تعقلون " .

حدثنا أبو عاصم ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: الله لا إله إلا هو الحي القيوم وإلهكم إله واحد [ ص: 33 ] حدثني ابن أبي شيبة ، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان . عن مجالد، عن الشعبي ، عن جابر قال: كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فخط خطا هكذا أمامه فقال: "هذا سبيل الله " وخطين عن يمينه، وخطين عن شماله فقال: "هذه سبل الشيطان " ثم وضع يده في الخط الأوسط ثم تلا هذه الآية: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .

حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، قال: سمعت جابر بن عبد الله بعدما رجعنا من غزوة تبوك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بالمدينة لأقواما ما سرتم ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، حبسهم المرض" .

حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة عن أبي الزبير ، قال: سمعت جابر بن عبد الله بعدما رجعنا من غزوة تبوك، قال: . .

وحدثني محاضر، قال: حدثنا الأعمش ، عن ابن سفيان ، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في سفر: "إن بالمدينة لرجالا ما تقطعون واديا ولا تسلكون طريقا إلا وهم معكم، حبسهم عنكم المرض " .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون فتن" قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس [ ص: 34 ] بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه . من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " . وقال: "من قرأ القرآن في سبيل الله كتب مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" . وقال: "أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟ " قلنا: نعم، قال: "ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة، خير له من ثلاث خلفات سمان " .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار" .

وقال: "لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقته النار" .

وقال: "لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار" .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل: أم القرآن وهي السبع المثاني " .

[ ص: 35 ] وقال: "أخير سورة في القرآن: الحمد لله رب العالمين " .

وقال: "أفضل القرآن: الحمد لله رب العالمين " .

وقال: "أعظم سورة في القرآن: الحمد لله رب العالمين " .

وقال: "فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن " .

قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله . إلا وكل به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب " .

وقال: "إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه " يعني القرآن .

وقال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد" .

وقال: "يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول القرآن: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، ويقال له اقرأ وارق، ويزاد له بكل آية حسنة" .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه " .

وفي لفظ: "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " .

[ ص: 36 ] وزاد البيهقي في "الأسماء": "وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه " .

وقال: "من جمع القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء عجلها في الدنيا، وإن شاء ادخرها له في الآخرة" .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل يعلم ولده القرآن إلا توج يوم القيامة بتاج في الجنة" .

قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة" .

وقال عبد الله بن مسعود : أعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا، أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت خواتيم سورة البقرة الآيتين . . . " .

وقال: "هذه الآيات من آخر سورة البقرة من بيت رحمة الله " .

وقال: "هذه الآيات من آخر سورة البقرة من خزائن رحمة الله تعالى" .

وقال: "هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز" . [ ص: 37 ] قال: "هذه الآيات من آخر سورة البقرة من تحت العرش " .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ أول سورة الكهف، وآخرها، كانت له نورا من قدمه إلى رأسه . ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين الأرض والسماء" .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ في ليلة: فمن كان يرجو لقاء ربه الآية، كان له نور من عدن أبين إلى مكة، حشوه الملائكة" .

يقول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السموات والأرض " .

وكان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة يس . وصلى بالصحابة الظهر، فحسبوا أنهم سمعوا منه آيات من يس .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرؤوها عند موتاكم " - يعني: يس .

وفي كسوف للشمس صلى علي - كرم الله وجهه - للناس، فقرأ يس أو نحوها . [ ص: 38 ] ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "بلغني أن يس تعدل القرآن كله " .

وقال: "من قرأ يس حين يصبح، أعطي يسر يومه " .

وقال: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له " .

وقال: "من قرأ يس في صدر النهار، قضيت حوائجه " .

وقال: "من قرأ يس كتب الله له بقراءتها، قراءة القرآن عشر مرات " .

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد إحدى عشرة سجدة وسجدة الحواميم .

ويقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود وآخرهن الحواميم . والحواميم هي المسبحات .

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقرأ المسبحات قبل أن يرقد .

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ المسبحات .

والمسبحات آية خير من ألف آية .

وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن الحواميم " .

[ ص: 39 ] وقال: " الحواميم ديباج القرآن " .

وقال: "من قرأ حم (الدخان) في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن المفصل " .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن " .

ويقال: لكن النبي كان يقرأ النظائر، النظر: الرحمن والنجم .

والنظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرن: الرحمن والنجم .

وكان أول مفصل ابن مسعود : الرحمن .

نزلت سورة الحشر في بني النضير . وسماها البعض سورة النضير .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . وثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه " .

وقال: "من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطبائع الشهداء" .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له: (تبارك الذي بيده الملك) " .

[ ص: 40 ] وقال: "هي المانعة، هي المنجية، تنجي من عذاب النار" .

وقال: "وددت أنها في قلب كل مؤمن: تبارك الذي بيده الملك " .

وقال: "من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة، منعه الله من عذاب القبر" .

قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني نسيت أفضل المسبحات " قال أبي بن كعب : فلعلها: سبح اسم ربك الأعلى ؟ قال: "نعم" .

قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه " .

وقال: "من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلت عليه الملائكة إلى الليل " .

وقال: "أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي " .

وقال: "إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي " .

وقال: "أفضل القرآن سورة البقرة وأعظم آية فيها، آية الكرسي " .

وقال: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " .

[ ص: 41 ] وقال: "آية الكرسي ربع القرآن " .

وقال: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " .

"من قرأ آخر آل عمران في ليلة، كتب له قيام ليلة" .

"إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال " .

قال - صلى الله عليه وسلم -: "الأنعام من نواجب القرآن " .

وقال: "من أخذ السبع الطوال فهو حبر" .

وقال: " لا يحفظ منافق سور: براءة، وهود، ويس، والدخان، وعم يتساءلون " .

وقال: "آية العز: وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك إلخ السورة .

قال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ " قالوا: ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية؟ قال: "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ: ألهاكم التكاثر .

التالي


الخدمات العلمية