قوله تعالى
كلا إذا دكت الأرض دكا دكا (21)
وجاء ربك والملك صفا صفا (22)
وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له [ ص: 569 ] الذكرى (23)
يقول يا ليتني قدمت لحياتي .
قال الله عز وجل:
كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي وقال تعالى:
فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس في قوله:
وبرزت الجحيم لمن يرى قال: كشف عنها غطاؤها .
وقال تعالى:
كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين
وروى
العلاء بن خالد الكاهلي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662084 "يؤتى يومئذ بجهنم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق
حفص بن غياث، عن
العلاء به . وخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان عن
العلاء موقوفا على
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، ورجح وقفه
nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني . وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق
عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن
عطية . عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال:
لما نزلت هذه الآية: وجيء يومئذ بجهنم تغير لون النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرف ذلك في وجهه حتى اشتد ذلك على أصحابه، فسألوه فقال: "إنه جاءني جبريل فأقرأني هذه الآية " قال: "كيف يجاء [ ص: 570 ] بها؟ قال: يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام تشرد مرة، لو تركت لأحرقت أهل الجمع ومن عليه، ثم تعرض جهنم فتقول: ما لي وما لك يا محمد، لقد حرم الله لحمك علي، فلا يبقى أحد إلا قال: نفسي نفسي، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: أمتي أمتي " الوصافي شيخ
صالح لا يحفظ فكثرت المناكير في حديثه .
وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي من حديث
أبي الهيثم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=945077 "إذا جمع الله الناس في صعيد واحد، يوم القيامة أقبلت النار . يركب بعضها بعضا، وخزنتها يكفونها، وهي تقول: وعزة ربي لتخلن بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدا، فيقولون: من أزواجك؟ فتقول: كل متكبر جبار" .
وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664867 "يخرج يوم القيامة عنق من النار لها عينان تبصران . وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، تقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين " وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقد قيل: إنه ليس بمحفوظ بهذا الإسناد، وإنما يرويه
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وغير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=691772 "يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة: بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، فتنطوي عليهم فتقذفهم في غمرات جهنم " خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، وخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار ، ولفظه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=945078 "يخرج عنق من النار يتكلم بلسان طلق ذلق، [ ص: 571 ] لها عينان تبصر بهما، ولها لسان تتكلم به، فتقول: إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد، وبكل من قتل نفسا بغير نفس، فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام " وقد روي عن
عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد موقوفا . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن
خالد بن أبي عمران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=104383 "يخرج عنق من النار، فتنطوي عليهم وتتغيظ عليهم، ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بمن دعا مع الله إلها آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد، فتنطوي عليهم، فتطرحهم في غمرات جهنم " خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
nindex.php?page=showalam&ids=10382أسماء بنت يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=688921 "يخرج عنق من النار فيظل الخلائق كلهم، فيقول: أمرت بكل جبار عنيد، ومن زعم أنه عزيز كريم ومن دعا مع الله إلها آخر" . ورواه
أبو المنهال سيار بن سلامة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس موقوفا، قال: إذا كان يوم القيامة خرج عنق من النار فأشرفت على الخلائق لها عينان تبصران ولسان فصيح تقول: إني وكلت بكل جبار عنيد . فتلقطهم من الصفوف فتحبسهم في نار جهنم، ثم تخرج ثانيا فتقول: إني وكلت بمن آذى الله ورسوله فتلقطهم من الصفوف فتحبسهم في نار جهنم . ثم تخرج ثالثة، قال
أبو المنهال : أحسب أنها قالت: إني وكلت اليوم بأصحاب التصاوير فتلقطهم من الصفوف فتحبسهم في نار جهنم .
وفي حديث الصور الطويل الذي خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي وغيرهما بإسناد فيه ضعف عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"ثم يأمر [ ص: 572 ] الله تعالى جهنم فيخرج منها عنق ساطعة مظلمة فيقول: وامتازوا اليوم أيها المجرمون إلى قوله: أفلم تكونوا تعقلون " .
وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال:
"يؤتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام آخذ بكل زمام سبعون ألف ملك، وهي تمايل عليهم حتى توقف عن يمين العرش، ويلقي الله عليها الذل يومئذ، فيوحي الله إليها ما هذا الذل؟ فتقول: يا رب أخاف أن يكون لك في نقمة، فيوحي الله إليها: إنما خلقتك نقمة وليس لي فيك نقمة، ويوحي الله إليها فتزفر زفرة لا تبقي دمعة في عين إلا جرت، ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق، إلا نبيكم نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يارب أمتي أمتي" . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده عن
أبي عبد الله الجدلي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت وكعب قالا: يخرج عنق من النار فيقول: أمرت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد، وبكل معتد، ألا إني أعرف بالرجل من الوالد بولده والمولود بوالده .
* * *
[قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ] : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان: نا
شعيب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي، أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أخبرهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=650764أن الناس قالوا: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب " قالوا: لا يا رسول الله، قال: "هل تمارون في رؤية [ ص: 573 ] الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا . قال: "فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله عز وجل فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟! قالوا: نعم . قال: "فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله عز وجل الملائكة أن يخرجوا من النار من كان يعبد الله، فيخرجوهم ويعرفونهم بآثار السجود . وحرم الله عز وجل على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " . وفي الحديث: دليل على أن المشركين الذين كانوا يعبدون في الدنيا من دون الله آلهة يتبعون آلهتهم التي كانوا يعبدون يوم القيامة، فيوردونهم النار . كما قال تعالى في حق فرعون: يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار ويبقى من كان يعبد الله وحده ظاهرا، مؤمنا كان أو منافقا، فهؤلاء [ ص: 574 ] ينظرون من كانوا يعبدونه في الدنيا، وهو الله وحده لا شريك له . ففي هذا الحديث: أن الله يأتيهم أول مرة فلا يعرفونه، ثم يأتيهم في المرة الثانية فيعرفونه . وقد دل القرآن على ما دل عليه هذا الحديث في مواضع، كقوله
هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقال:
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك وقال:
وجاء ربك والملك صفا صفا ولم يتأول الصحابة ولا التابعون شيئا من ذلك، ولا أخرجوه عن مدلوله . بل روي عنهم ما يدل على تقريره والإيمان به وإمراره كما جاء . وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، أنه قال في مجيئه: هو مجيء أمره . وهذا مما تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل عنه . فمن أصحابنا من قال: وهم
nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل فيما روى، وهو خلاف مذهبه المعروف المتواتر عنه .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14242أبو بكر الخلال وصاحبه لا يثبتان بما تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رواية . ومن متأخريهم من قال: هو رواية عنه، بتأويل كل ما كان من جنس المجيء والإتيان ونحوهما .
ومنهم من قال: إنما قال ذلك إلزاما لمن ناظره في القرآن، فإنهم استدلوا
[ ص: 575 ] على خلقه بمجيء القرآن، فقال: إنما يجيء ثوابه، كقوله:
وجاء ربك أي: كما تقولون أنتم في مجيء الله أنه مجيء أمر . وهذا أصح المسالك في هذا المروي .
وأصحابنا في هذا على ثلاث فرق: فمنهم من يثبت المجيء والإتيان، ويصرح بلوازم ذلك في المخلوقات . وربما ذكروه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من وجوه لا تصح أسانيدها عنه .
ومنهم من يتأول ذلك على مجيء أمره . ومنهم من يقر ذلك، ويمره كما جاء، ولا يفسره، ويقول: هو مجيء وإتيان يليق بجلال الله وعظمته سبحانه .
وهذا هو الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، ومن قبله من السلف، وهو قول
إسحاق وغيره من الأئمة . وكان السلف ينسبون تأويل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة إلى الجهمية .
لأن جهما وأصحابه أول من اشتهر عنهم أن الله تعالى منزه عما دلت عليه هذه النصوص بأدلة العقول التي سموها أدلة قطعية هي المحكمات . وجعلوا ألفاظ الكتاب والسنة هي المتشابهات، فعرضوا ما فيها على تلك الخيالات، فقبلوا ما دلت على ثبوته بزعمهم، وردوا ما دلت على نفيه بزعمهم، ووافقهم على ذلك سائر طوائف أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم . وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال . واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله أسماء ما أنزل الله بها من
[ ص: 576 ] سلطان، بل هي افتراء على الله، ينفرون بها عن الإيمان بالله ورسوله . وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدح في الشريعة المحكمة المطهرة، وهو من جنس حمل الباطنية نصوص الإخبار عن الغيوب كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملهم نصوص الأمر والنهي على مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام . ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام
nindex.php?page=showalam&ids=13790كالشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه، إلا خوفا من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك وتحذير الأمة منه " فإن ذلك من تمام
نصيحة المسلمين، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالأحكام العملية ويدعون نصيحتهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي: سمعت
عبد الرحمن بن محمد بن جابر السلمي يقول: سمعت
محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول: جاء رجل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني يسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه، كما نهى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ; فإني سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول: سئل
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن الكلام والتوحيد، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : محال أن يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، فالتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650024 "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم " [ ص: 577 ] فما عصم الدم والمال فهو حقيقة التوحيد . انتهى .
وقد صح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه أنكر على من استنكر شيئا من هذه النصوص، وزعم أن الله منزه عما تدل عليه .
فروى
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في "كتابه " عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن
ابن طاووس ، عن أبيه . قال: سمعت رجلا يحدث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654472 "تحاجت الجنة والنار"، وفيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654472 "فلا تمتلئ حتى يضع رجله " - أو قال: "قدمه فيها" قال: فقام رجل فانتفض، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه .
وخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه في "مسنده " عن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق . ولو كان لذلك عنده تأويل لذكره للناس ولم يسعه كتمانه . وقد قابل هؤلاء المتكلمين طوائف آخرون، فتكلموا في تقرير هذه النصوص بأدلة عقلية، وردوا على النفاة، ووسعوا القول في ذلك، وبينوا أن لازم النفي التعطيل المحض .
وأما طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الأمة: فهي الكف عن الكلام في ذلك من الطرفين، وإقرار النصوص، وإمرارها كما جاءت، ونفي الكيفية عنها والتمثيل .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في "الأعلام": مذهب السلف في أحاديث الصفات: الإيمان، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها .
[ ص: 578 ] ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام . فهو مراد، ونفيه تعطيل .