قال تعالى:
فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين العتو: الاستكبار وتجاوز الحد في الظلم، مستكبرين سادرين في الباطل، صادين عن الحق، جاعلين الدعوة إليه دبر آذانهم، لم يكن ثمة سبيل لهدايتهم، فكان اليأس منهم، ويقول تعالى في نتيجة ذلك:
قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وقلنا هنا هي مقالة التكوين، أي: جعلنا نفوسهم نفوس قردة نارية لا تجدي فيها موعظة، ولا تهتدي بهداية، فهي كنفس القرد في شهواته ونزواته وانسياب نفسه في الشر من غير اعتبار بموعظة، ولا إدراك الحق ولا إيمان.
[ ص: 2992 ] وقوله:
خاسئين أي: مطرودين لا يسمع لهم ولا يلتفت إليهم، وهنا شبههم بالقردة، وفي آية أخرى شبههم بالقردة والخنازير فقد قال تعالى:
وجعل منهم القردة والخنازير ومن بيانية، أي جعلناهم قردة وخنازير.
وإنهم بسبب فساد نفوسهم، وتجردهم من الإنسانية المهدية - جعلهم الله تعالى أذلة في الأرض فأذن الله تعالى لهم بمن يسومهم سوء العذاب.