لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون .
الملجأ: الحصن، والمعنى: لو يجدون ملجأ يتحصنون به في قمة جبل وذلك حصن طبيعي، أو قلعة يبنونها، وذلك حص صناعي، أو جزيرة يأوون إليها.
أو مغارات بفتح الميم، وهناك قراءة أخرى بضمها ، وعلى قراءة الفتح يكون الفعل غار، وعلى قراءة الضم يكون الفعل (أغار) والمعنى: مكان يختفون فيه عن الأنظار، ولذا قيل على الثقب في الجبل غار; لأنه يختفي فيه من يذهب إليه، فلا يراه السيارة.
أو مدخلا وهو الطريق الخفي الذي يختفي عن الأعين، كالشعب بين جبلين، أو نحو ذلك من المسارب التي لا يقتحمها الناس، ولا يقصدون إليها.
[ ص: 3338 ] و(لو) في قوله تعالى:
لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا حرف شرط يقال له حرف امتناع لامتناع، وجواب الشرط
لولوا إليه أي لانصرفوا إليه
وهم يجمحون أي لذهبوا إليه مسرعين، كالفرس الجموح، وكان التعبير بالجموح للإشارة إلى جموحه، وأنهم يشردون عن الطريق، فهم إن كانوا يجمحون هذا الجموح موغلين في انحرافهم فكيف يؤمنون؟! ويخلعون رداء النفاق الدنس، ويكونون مع المؤمنين يشعرون بشعورهم، ويحسون بإحساسهم؟!
ولماذا كانوا يتمنون أن يخرجوا؟ كانوا يتمنون ذلك لأنهم يضيقون ذرعا بالمؤمنين، يسوءهم عزهم وهو مستمر بعونه تعالى، وحياطته لهم، ولأن المؤمنين كشفوا أمرهم، ولأنهم يدعون للجهاد ولا يذهبون إليه; ولأن ذوي قرابتهم وأولياءهم قد برموا بهم فضاق العيش، وما ضاق عليهم إلا لسبب ما أوتي المؤمنون من الخير ... والله من ورائهم محيط.