يبين سبحانه جزاء الذين كسبوا السيئات - بعد أن بين جزاء الذين أحسنوا:
والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها (الواو) تعطف هذه الجملة على ما قبلها وهو جزاء المحسنين; وتقدير القول وجزاء الذين كسبوا السيئات سيئة بمثلها [ ص: 3555 ]
هنا تشبيه واستعارة، أما الاستعارة فهي قوله تعالى: قطعا من الليل مظلما وفيها يبدو الليل كأنه الثوب الأسود الذي قطع قطعا.
وأما التشبيه في قوله تعالى: كأنما أغشيت أي: ألبست وأغطيت بقطع مظلمة، وهذا تصوير لسواد وجوههم بما اقترفوا، فقلوبهم المظلمة تكسو وجوههم بالظلام، وفي هذا التصوير الحسي تصوير معنوي لنفوسهم. [ ص: 3556 ]
ثم ختم الله تعالى بعذابهم فقال: أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون أولئك الذين أشركوا وظلموا وهم أصحاب النار يلازموها ملازمة الصاحب لصاحبه وهم خالدون فيها، وقد تأكد خلودهم بضمير الفعل، كما تأكد اختصاصهم بها بتقديم الجار والمجرور على (خالدون)، أي: هم وحدهم الخالدون فيها.