أخذت الألسنة في المدينة تلوك الخبر، وتتحدث به، وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه ما بين لائمة ومتعرفة ومتمنية كشأن النساء، وقال سبحانه: في المدينة لبيان شيوع القول بين أهل المدينة، وقلن (فتاها)؛ لأن الفتى هو العبد، وذكر ذلك لتصغير شأنها، وأنها تتحبب إلى عبدها، وقالوا في بيان تدلهها به، قد شغفها حبا أي: أصاب شغاف قلبها حبه، فيقال شغفه إذا أصاب شغاف قلبه، ويقال دمغه إذا أصاب دماغه، و: (حبا) تمييز محول من الفاعل أي: شغف حبه قلبها، ثم حكمن عليها بالضلال حكما صريحا، إنا لنراها في ضلال مبين أي: ضلال بين واضح، والضلال هنا تنكب الصواب والوقوع في الهوى الذي لا يليق بها فهو لوم شديد لها.