ابتدأ الخروج من السجن، لأن نور النبوة خرج إليهم بعد أن اهتدى بنورها من اهتدى من نزلائه، وكانوا يودون أن يعودوا بعد أن يخرجوا أنسا بيوسف.
رأى الملك رؤيا صادقة، إن وصفت رؤيا ممن لم يكن موحدا - بالصدق، وإن لم تكن وحيا، رأى الملك سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف أي: نحيلات لا لحم عليهن، ولا سمن فيهن، والعجاف يأكلن السمان، ورأى سبع [ ص: 3829 ] سنبلات خضر وأخر يابسات لا خضرة فيهن، وهي متجاورات، نادى ملأه، وهم شيعته الذين يحيطون به وقال: يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون يقال عبر الرؤيا، أي: جاء بما تدل عليه الحال النفسية التي دلت عليها من عبارة بينة موضحة، وقد تكون من عبور النهر بمعنى عبر النهر، أي: بلغ نهايته، وهي هنا ما تنتهي إليه الرؤيا من حقائق قد تكون ثابتة، ومعنى أفتوني في رؤياي أي: اعبروا إلي هذه الرؤيا التي هي أمري وحالي المستولي على نفسي المستغرق لها.