لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين .
(ما) نافية، و (لولا) نافية، إذا دخلت (لو) على (لا) - كانت بمعنى الامتناع للوجود مثل قوله تعالى:
لولا أنتم لكنا مؤمنين وتكون بمعنى الحض مثل قوله تعالى:
لولا نـزل عليه القرآن جملة واحدة مع امتناع الشيء الذي يحض عليه، وهو ما قبل (لا)، فإنها تدل على الحض، وعلى الامتناع لعدم وجود شيء فقوله تعالى:
لو ما تأتينا بالملائكة معناها الحض على أن تأتي به الملائكة، وعلى أن الامتناع عن الإيمان لأنه لم تأت به الملائكة، بيد أنه يلاحظ أن (لا) تدل على النفي في الحال والاستقبال، و(ما) تدل على النفي في الماضي، وقد جمع في هذه الآية الكريمة بين (ما) وفعل المضارع بعدها، فدلت على أن الامتناع عن الإيمان في الماضي لعدم إتيان الملائكة به، وأنهم مستمرون على عدم الإيمان ما دامت الملائكة لم تنزل به.
وقد رد الله كلامهم الدال على الإمعان في الكفر والتعلة للإيغال فيه، فقال في آية أخرى:
ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون وتعنتوا بهذا وبغيره، واقرأ ما جاء أول سورة الأنعام، فقد قال الله تعالى ردا عليهم:
[ ص: 4070 ] ولو نـزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين وقالوا لولا أنـزل عليه ملك ولو أنـزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون