وقد ذكر سبحانه وتعالى حال هؤلاء الرسل مع تلك الشيع المتجمعة على الباطل فقال:
وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون .
(الواو) تصل الجملة التي سبقتها بالجملة التي لحقتها، وهي موضع السلوى
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - من إيذاء الضعفاء أصحابه الذين لا يملكون حولا ولا طولا ولا جوارا يدفع عنهم، واستهزاء بالدين الحق، وصاحبه وأتباعه، ومعنى الجملة السامية لا يأتيهم أي رسول
إلا كانوا به يستهزئون فـ (من) هنا صلة لبيان عموم النفي. والاستهزاء به: أي لا يأتيهم أي رسول فمهما يكن ما عليه من خلق كريم، ومهما يكن ما يأتي به من حق مبين إلا جعلوه والحق الذي معه موضع استهزائهم وسخريتهم، وذلك لفساد عقولهم، وسفه أحلامهم، وكان ذلك اختبارا لصبر الرسل، وقد صبروا.
ويقول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: " إن قوله تعالى:
وما يأتيهم من رسول حكاية لحال ماضية، لأن (ما) لا تدخل على مضارع إلا وهو في معنى الحال، ولا على ماض إلا وهو قريب من الحال، ولعل مراده أنهم استمروا على هذه الحال في الماضي، فالواقع بك من سخرية واستهزاء هو استمرار لحال وقع بعضها في الماضي، ويقع الباقي معك،
فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل