ثمود ومدين
قال الله تعالى:
وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون
(الأيكة) وهي جماعة الشجر الملتف المتكاثف، فهي الغيضة الربعة الممتلئة، وجمعها (أيك) وفرق بين المفرد والجمع بالتاء في المفرد.
و
أصحاب الأيكة هم قوم
شعيب - عليه السلام - وقد صرح بذلك في سورة الشعراء، فقال تعالى:
كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون
إلى آخر الآيات الكريمات، وقوله تعالى:
وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين (إن) فيها هي المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وإن الحال والشأن
كان أصحاب الأيكة لظالمين وهذه هي خبر كان، واللام لام التوكيد، أو المزحلقة كما يعبر النحويون، وكانوا ظالمين؛ لأنهم أشركوا، وإن الشرك لظلم
[ ص: 4103 ] عظيم، وكانوا ظالمين؛ لأنهم كانوا يطففون في الكيل والميزان، وكانوا ظالمين؛ لأنهم فتنوا المؤمنين عن إيمانهم، وكانوا ظالمين؛ لأنهم هددوا نبيهم بالرجم، وقالوا:
ولولا رهطك لرجمناك وهكذا توالى ظلمهم وتسلسل؛ لأن الظلم يولد ظلما.