وقد بين الله سبحانه وتعالى أن
الظلم عاقبته وخيمة، فقال:
فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين .
الانتقام ليس هنا التشفي من الجاني والأخذ بغير حق، بل معناها إنزال العقوبة مماثلة لما ارتكبه، ولأنه كان ظلما متواليا، واعتداء مستمرا، فكان العقاب مماثلا له، وشفاء لغيظ من جنى عليهم.
وإن أولئك ليعرفون أن ذلك أمامهم، فالمثلات بين أيديهم
لبإمام مبين أي طريق بين واضح ينتهي بما انتهى به الأول، والإمام هو ما يعلن ويؤتم به، وأمامهم المثلات البينة الموضحة، وإن عليهم أن يعتبروا بغيرهم، ولكنهم ضلوا عن بينة، والعقوبة معلومة بينة.
هذه إشارات إلى قصة
مدين مع نبيهم
شعيب، والجزاء الذين نالوه.