ولقد بين سبحانه تلقي المشركين للقرآن العظيم، فقال عز من قائل:
كما أنـزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون
(كما) التشبيه هو تشبيه الإنذار الذي يقوم الرسول بإنذار المقتسمين، فهو بيان لإنذار هؤلاء المقتسمين وأنه من إنذار الرسول الذي كان للإنذار، وتنبيه المشركين إلى عاقبة ما يعملون، أي الإنذار كما ينزل بهؤلاء، ومن هم المقتسمون؟ ذكر المفسرون في ذلك أقوالا كثيرة، وعندي أن أقواها الجدير بالنظر قولان: القول الأول: أنه عندما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - ينشر الدعوة الإسلامية في قبائل
العرب في موسم الحج، أخذ ستة عشر رجلا منهم كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء بعثهم
الوليد بن المغيرة فاقتسموا
مكة وأنقابها وفجاجها يقولون لمن سلكها لا تغتروا بهذا الخارج فينا يدعي النبوة، فإنه مجنون، وربما قالوا ساحر، وربما قالوا شاعر، وربما قالوا كاهن، وسموا المقتسمين؛ لأنهم اقتسموا هذه الطرق، هذا أحد القولين.
والقول الثاني: وهو ما نميل إليه هو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: إنهم كفار
قريش، قسموا كتاب الله فجعلوا بعضه شعرا، وبعضه سحرا، وبعضه كهانة، وبعضه أساطير الأولين، وهم بذلك قد قسموا كتاب الله تعالى وفرقوه.