وهي كالسور المكية تتجه إلى إثبات التوحيد مما خلق من أرض وسماء وأحياء، وتأكيد للبعث والنشور، وإبطال عبادة الأوثان، وما اقترن بعبادة الأوثان من وأد البنات.
وابتدئت بتأكيد عذاب الله لمن يشرك وأنه نازل به لا محالة، وأنه سبحانه ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده، وإن في ذلك إثبات الرسالة الإلهية تجيء على لسان البشر.
وقد أثبت من بعد ذلك قدرته سبحانه في خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان من نطفة، فإذا هو خصيم مبين مشيرا إلى مدرجه في التكوين، حتى يصير ذا لسان يجادل به، وعقل يفكر به.
وقد وجه سبحانه الأنظار إلى خلق الإنسان لا يعلم شيئا ثم جعل له السمع والأبصار والأفئدة رجاء أن يشكروا فكفروا، ثم وجه سبحانه الأنظار إلى خلق الطير صافات، كما وجه إلى خلق السماوات والأرض والأنعام والخيل والبغال وقال: إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون