وإذا كانوا أمام العذاب، ولا منجاة لهم فلم يبق إلا أن يستسلموا كارهين، ولذا قال تعالى:
وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون .
الضمير يعود على المشركين، أي: أنهم بعد استسعفوا بالشركاء فلم يسعفوهم، واستصرخوا بهم فلم يصرخوهم، لم يبق إلا أن يستسلموا لله، وهذا معنى
وألقوا إلى الله يومئذ السلم وتعدى بـ(إلى) لتضمن معنى هذا السلم الاستسلام إليه سبحانه بعد طول العناد
وضل عنهم أي: غاب عنهم ما كانوا يفترونه من أن الشركاء تقربهم إلى الله، وأنها تكون سعفا عند الله تعالى، و (ما) اسم موصول بمعنى الذي، أو مصدرية، وعلى الأول: غاب عنهم القول الذي كانوا يفترونه، وعلى الثاني: غاب افتراؤهم، ومعنى غيبة الافتراء غيبة موضوع الافتراء، إذ إن موضوع الافتراء، وهو شفعاؤهم، قد صار لا حقيقة له، فكان جديرا بأن يغيب غيبة منقطعة.