ثم أتبع سببا "ثم "؛ هنا؛ في موضعها; لأنها تدل على التراخي؛ إذ إنه حكم أمدا ليس بقصير في المغرب؛ وإنه أدنى منه مقاما؛ فإن
تثبيت دعائم العدل في النفوس يحتاج إلى زمن ليستقر ويبقى؛ ويصبح عادة طيبة في الأقوام؛ و "أتبع "؛ أي: أردف إلى الأسباب التي مكنه الله (تعالى) بها سببا آخر؛ وهو الذهاب إلى مشرق الأرض؛ وهكذا أضاف - سبحانه - إلى تمكينه في الغرب تمكينه في الشرق؛ فسار متجها إليه؛ ولقد كان ما يستقبله في المغرب أصعب علاجا؛ وأقوى مراسا؛ لأن عمله يتكون من أمور ثلاثة؛ الأمر الأول: إقامة العدل؛
[ ص: 4582 ] والأمر الثاني: دفع الفساد؛ والأمر الثالث: حماية البلاد من المغيرين عليها.
ولقد قال (تعالى) في عمله: