1. الرئيسية
  2. زهرة التفاسير
  3. تفسير سورة الكهف
  4. تفسير قوله تعالى حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا
صفحة جزء
حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا

"مطلع الشمس "؛ هو مكان طلوعها؛ فهو اسم مكان؛ ومطلع الشمس مكان نسبي؛ فهو ربما يكون موضع طلوع بالنسبة لمن يكونون في غربها؛ ثم هذا المطلع يكون موضع غروب لمن وراءه من المطالع؛ والنسبية هنا بين المغرب والمطلع بالنسبة للوسط بينهما؛ فقد اتجه ذو القرنين إلى المغرب بالنسبة له؛ ثم بعد أن أقام العدل [ ص: 4583 ] بين الناس كشأن الحاكم العادل تأداه إلى المطلع بالنسبة له؛ فأتبع سببا؛ واتجه إلى المطلع؛ حتى إذا بلغه؛ وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا الضمير يعود إلى الشمس؛ أي: وجد الشمس تطلع على ناس تشرق عليهم لافحة لهم؛ أو غير لافحة؛ لم يجعل الله لهم من دونها مقاوما لها؛ سترا؛ يسترهم عنها؛ فلم تكن لهم ظلال تظلهم؛ وظاهر القول أنهم لم تكن لهم ثياب تسترهم منها في ظلها؛ وحرورها؛ وهذا أنهم بدائيون؛ ليسوا متحضرين؛ وليست لهم أي حضارة إنسانية؛ بل هم على البداوة الأولى؛ وإن كان لهم بعض القوة؛ أو المصادر المالية؛ وقد وصف هؤلاء الأقوام بوصف فيهم؛ وفي أرضهم؛ أما أرضهم فهي أنها ليس فيها بناء يظل؛ ولا شجر يثمر؛ وأما أنفسهم؛ فهو أنهم على البداوة الأولى؛ وقد أفادت الوصفين الكلمة السامية لم نجعل لهم من دونها سترا أي: ساترا يسترهم من حر لافح؛ أو برد قارس.

التالي السابق


الخدمات العلمية