أولئك الذين كفروا بآيات ربهم وإن
الخوارج لا ينطبق عليهم أنهم كفروا بربهم؛ لأنهم يؤمنون بربهم؛ ولكن ضلوا مع إخوانهم المؤمنين؛ ولقد قال فيهم علي: "لا تقاتلوهم بعدي؛ فإن من طلب الحق فأخطأ؛ ليس كمن طلب الباطل فأصابه ".
ولقد قال - بعد ذلك؛ في وصف الأخسرين:
أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا إن فساد الفكر يؤدي إلى الكفر؛ فهؤلاء الذين ضل فكرهم؛ حتى ضلت أعمالهم؛ وزين لهم سوء أعمالهم فرأوه حسنا؛ هؤلاء هم الذين دفعهم غرورهم إلى أن يكذبوا بآيات ربهم الدالة على أنه الخالق الواحد القهار؛ المعبود بحق؛ ولا معبود سواه؛ وكذبوا بآيات ربهم الدالة على رسالة رسوله؛ النبي الأكرم؛ وذلك لفرط ضلال فكرهم الذي جعلهم يعتقدون الباطل حقا؛ ويزعمون الحق باطلا؛ والإشارة إلى الموصوفين تفيد أن هذه الصفات هي السبب في الكفر بالآيات؛ وكفروا بسبب غرورهم بالدنيا بلقاء الله (تعالى).
[ ص: 4597 ] /