قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا فذكر البحر ظاهرا؛ وموضعه الإضمار؛ لتأكيد سعة كلمات الله (تعالى); ولذا قال:
ولو جئنا بمثله مددا يمده؛ كما يمد الجيش بالجنود؛ هذا ما بدر لنا؛ وما بدا بادي الرأي؛ ولكن وجدنا قراءة أخرى: "مدادا "؛ ويكون المعنى الذي تتلاقى معه القراءات؛ وهو أن المعنى: "ولو جئنا بمثله مدادا "؛ أي: لو كان مثله حجما؛ ويصح مع ذلك أن يكون لكل من القراءتين معنى؛ فتكون القراءة الأولى تشير إلى أن البحر الزيادة معين للبحر الأول؛ زائد له؛ والثانية تفيد المماثلة؛ والله (تعالى) أعلم.
[ ص: 4600 ] وذكرت هذه الآية التي تفيد
العلم غير المنتهي؛ بل إنه أحاط بكل شيء؛ ومفردات معلوماته لا تتناهى؛ لبيان كمال قدرته؛ والعلم والقدرة والإرادة صفات كمال في الخلق والتكوين؛ يصاحب بعضها بعضا؛ وإنه بها وغيرها من صفات الكمال؛ تستحق العبادة; ولذا جاء بعدها قوله (تعالى):