فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا أشارت إليهم ليستمعوا إلى ما عدوه مادة الاتهام؛ ليعرفوا أنه كان الحمل به أمرا من الله؛ فأثار ذلك عجبهم؛ وقالوا - مستبعدين؛ مستنكرين إشارتها؛ ولعلهم جرت في نفوسهم ما هو أبعد مما اتهموا -:
كيف نكلم من كان في المهد صبيا الاستفهام للإنكار؛ أو الاستغراب؛ أي: غريب أن نكلم من كان في المهد صبيا؛ وذكرت كلمة "نكلم "؛ للإشارة إلى موضع الاستنكار؛ أو لتفسير معنى "في المهد "؛ أو للمبالغة في الاستنكار؛ أي أن الاستنكار لأمرين: كونه "في المهد "؛ فهذا عجب؛ وكونه "صبيا "؛ وهذا أعجب أيضا؛ والمراد بـ "المهد ": الحجر؛ سواء
[ ص: 4633 ] أكان سريرا؛ أم وسادة؛ أم غيرهما؛ ولكن استبان لهم أن هذا الصبي أحكم وأعلم منهم؛ وأنطق بالحق ممن استغربوا؛