كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ويذكر المحدثون جميعا أن سبب نزول هذه الآية أن
nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت ؛ المؤمن الذي عذب في سبيل الله؛ كان قينا؛ أي: حدادا؛ فصنع
للعاص بن وائل شيئا؛ فطالبه بأجرته؛ فلم يعطه؛ حتى يكفر
بمحمد؛ فقال: لا؛ فقال: إنكم تقولون إنكم ستبعثون؛ وسيكون لي ذهب؛ فإني معطيك منه؛ فنزلت هذه الآيات؛ وقد رد الله (تعالى) كلامه؛ فقال - سبحانه -:
سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا وإن ما يقوله مكتوب في علم الله (تعالى)؛ الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا يحصيها؛ فكيف يقال: "سنكتب ما يقول "؛ بالسين التي تؤكد الكتابة في المستقبل؛ والله به عليم؟! وقد أجاب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عن ذلك بأن معنى "سنكتب "؛ أي: سنظهر المكتوب؛ وأحسب أن معنى "سنكتب "؛ أي: سنكتبه في كتابه الذي يقرأ عليه؛ والذي ينطق بسيئاته حجة عليه قائمة؛ لا يكون له سبيل لإنكاره؛ أي: نسجله عليه في صكه المنشور يوم القيامة.
ونمد له في غروره مدا؛ وسمي ذلك عذابا; لأنه سبب لعذابه؛ فذكر المسبب وأريد السبب؛ وذلك جائز في المجاز المرسل؛ والله (تعالى) أعلم؛ ثم يقول (تعالى):
[ ص: 4684 ]