صفحة جزء
ونرثه ما يقول ويأتينا فردا "ونرثه ما يقول "؛ أي: نجعل ما يقول خلفا؛ يتركه في الدنيا؛ ويأتينا يوم القيامة فردا: منفردا عن ماله وولده؛ "ما يقول ": هو الذي تألى أن يكون له مال وولد؛ ليكونا زينته في الحياة الدنيا؛ فهو يعطاهما؛ ولكن يخلفهما من بعده ويتركهما حيث كانا في الدنيا؛ ويجيء منفردا؛ كما قال (تعالى): ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ؛ فلا مال ولا ولد يبقى؛ إنما الباقيات الصالحات؛ كما قال (تعالى)؛ ويصح أن نقول: إن ما يقول هو دعاء الأنداد؛ والإشراك بالله (تعالى)؛ وفتنة المؤمنين في دينهم؛ وادعاؤه أنه أولى بالنجاة من المؤمنين إن كانت؛ وإنكاره البعث؛ وقوله: أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد

وهذا الذي يقوله في الدنيا من افتراء على الله؛ وكذب؛ وكل هذا سيكون ميراثه يوم القيامة؛ ينال عذابه ويدخل جهنم وبئس المهاد.

وإضافة الميراث لله - سبحانه - لأنه - سبحانه - هو الذي يقوم بعمل التوريث في الدنيا؛ فيورثه أخلافه؛ على التفسير الأول؛ وهو الذي يورثه العقاب الأليم على المعنى الثاني؛ وهو الذي نختاره؛ والله - (تعالى) - أعلم بمراده.

وبعد ذلك بين الله أنواع الكافرين؛ فبعضهم يتخذ آلهة من دون الله؛ وبعضهم قالوا: اتخذ الرحمن ولدا؛ فأما الأولون فقال - سبحانه - فيهم:

التالي السابق


الخدمات العلمية