يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا "يوم "؛ متعلق بمحذوف؛ معناه نؤجلهم إلى يوم يكون
جزاء المتقين؛ وجزاء المجرمين؛ والمتقون يحشرون مجتمعين على كرم الله (تعالى) لهم؛ فيكونون وفدا؛ أي: ركبا مكرما؛ فيكونون وافدين كرماء؛ كما يفد الركبان على الرؤساء الأجواد؛ ويحلون محل الكرامة في ساحتهم؛ وقوله (تعالى):
إلى الرحمن أي أن الحشر إلى الرحمن الرحيم؛ الذي يرحم عباده المؤمنين بجنة أورثوها بعملهم الطيب؛ ويستقبلهم عملهم الطيب كأنه رجل له عبير وعرف الأطهار المطمئنين؛ ويدخلون الجنة تجري من تحتها الأنهار؛ أنهار من خمر لذة للشاربين؛ وأنهار من عسل مصفى؛ وهذا إكرام وفد الأبرار؛ هذا وفد المتقين.
أما المجرمون فيساقون سوقا إلى جهنم؛ وهم عطاش؛ يردون وردا يشربون منه؛ فلا يجدون إلا حميما؛ وماء غساقا; ولذا قال (تعالى) - في حالهم يوم البعث؛ ثم القيامة -: