اذهب إلى فرعون إنه طغى وإن ما سبق من الآيات كان مقدمة؛ وهذا التكليف نتيجته؛ اذهب إلى فرعون داعيا؛ هاديا؛ مرشدا؛ مقاوما لظلمه بالحجة والبرهان؛ ولم يذكر ما يدعوه إليه؛ اكتفاء بوصفه الذي وصفه (تعالى) به: "إنه طغى "؛ أي أنه تجاوز الحد؛ وهذا يتضمن أنه ظلم الناس؛ فقال لهم: ما أريكم إلا ما أرى؛ وما أهديكم إلا سبيل الرشاد؛ وذلك حجر على العقول أن تفكر وترى؛ وطغى فظلم العباد؛ وأكل أموالهم وحقوقهم؛ وطغى؛ فلم يحسب للناس وجودا إلا بوجوده؛ وطغى وبغى فحسب نفسه إلها؛ وأمر المصريين أن يعبدوه؛ فعبدوه؛ وقال لهم: ليس لكم من إله غيري؛ وطغى؛ وبغى؛ فحسب أن البلاد ملكه؛ وقال طاغيا:
[ ص: 4718 ] أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ؛ أرسل الله (تعالى) إليه
موسى فكان العبء كبيرا.