ولقد صرح الله (تعالى) بعظيم منزلته؛ فقال (تعالى):
واصطنعتك لنفسي أي: اخترتك لتكون لنفسي؛ و "الاصطناع ": "افتعال "؛ من "الصنع "؛ وهو اختياره بالصنع؛ مشددا في اختباره؛ وهذا موضح بقوله:
ولتصنع على عيني يقال: "اصطنع الرجل فلانا لنفسه ": جعله في موضع التكريم عنده؛ وهذا فيه استعارة؛ إذ شبه اختيار الله (تعالى) له نبيا كليما بحال من يصطنعه الأمير لنفسه من الناس؛ ليكون في موضع الكرامة والشرف؛ وأي شرف أعلى من أن يكون كليمه؛ وأن يكلمه تكليما.