فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا "؛ "فأوجس "؛ معناها: أضمر؛ أو أحس؛ أو خاف؛ وذلك لأنه فوجئ بأمر لم يكن قد ألفه واعتاده؛ وهو أن يرى - تخيلا - عصيا وحبالا
[ ص: 4749 ] تتحول إلى حيات تسعى؛ ثم يرى الجماد يسعى؛ ويتحرك يمينا وشمالا؛ وأماما؛ ووراء؛ فهذا التحول المفاجئ للحس يرهب؛ و "خيفة "؛ "فعلة "؛ من "الخوف "؛ قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها؛ وسكونها؛ أي صار في حال خوف وهيبة من المفاجأة؛ ولأنه خشي أن يؤثر ذلك في الجماهير الحاشدة؛ فتصدق هذا الإفك؛ ولقد كان الله معه؛ وعليما بحاله؛ فقال - له؛ مطمئنا -: "لا تخف "؛ ولذا قال (تعالى):