قال هم أولاء على أثري أشار إليهم؛ ولم يأت بكاف الخطاب؛ تأدبا مع الله؛ ولأنه - سبحانه - العليم؛ فلا يحتاج إلى تنبيه بها؛ إذ هو يخاطب العليم الخبير؛ ومعنى
أولاء على أثري إنهم على مقربة مني؛ ولا يضلون الطريق; لأنهم ورائي؛ ثم قال - معتذرا عن تعجله -:
وعجلت إليك رب لترضى أي: كان الدافع على عجلي إليك محاولتي إرضاءك؛ حاسبا أن المسارعة إليك ترضيك؛ وقال كلمتين تقربا إليه - سبحانه -؛ ومشيرا بهما إلى رغبة في ذلك التعجيل؛ وهو أنس بكلامه معه؛ الكلمة الأولى هي "إليك "؛ أي: عجلتي كانت إليك؛ وأنت القريب إلى نفسي؛ آنس بكلامك؛ والكلمة الثانية هي "رب "؛ أي: القائم على نفسي؛ ومن صنعتني على عينك فإني أسارع إلى من صنعني على عينه - جل جلاله.
وقد نبهه - سبحانه - إلى مغبة تعجله؛ فقال - عز من قائل -: