ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي: يقولون [هذا] مستعجلين وعد الله (تعالى) بالهلاك؛ إن استمروا على كفرهم؛ ووعد الله المؤمنين بالغلب والقدرة؛ وأن تكون كلمة الله هي العليا؛ وكلمة الشرك هي السفلى؛ يقولون ذلك إنكارا وتحديا وإعناتا; لأنهم مأسورون بالحاضر؛ لا يدركون شيئا وراءه؛ فهم لا يتصورون أن يكون هؤلاء الضعاف الذين يستذلونهم ويفرضون عليهم الذل ويؤذونهم سيكون لهم الغلب يوما من الأيام؛ لا يتصورون أن يجلس
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود فوق
أبي جهل؛ ويحز رقبته؛ وأن يقتل
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال من كان سيدا له في
مكة؛ وهو من سادات
قريش؛ لا يتصورون ويستبعدون أيضا عذاب
[ ص: 4865 ] يوم القيامة لهم دون المؤمنين؛ ويظنون أنه إن كان بعث؛ أو عذاب؛ فلن يكونوا هم وقودها؛ بل يقيسون الآخرة على الدنيا؛ ويبلغ بهم التحدي بعد استطالتهم أمد العذاب؛ فيقولون:
إن كنتم صادقين والمخاطب
محمد - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه الكرام؛ أو المخاطب الدعاة إلى الله من رسل وأتباعهم؛ ويتهجمون؛ ويتحدون الله؛ ولكنهم ضالون؛ وماذا بعد الحق إلا الضلال؟!