وما كان لأبي الأنبياء أن يتركهم من غير أن يصف عبادتهم بالضلال؛ فقال:
قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين "الضلال ": السير في طريق لا يعرف نهايته؛ وليس موصلا لغايته؛ وأطلق على السير في الباطل والوصول إلى مداه؛ فإنه تكون في مسارات مختلفة من مسارات الشيطان؛ و "مبين "؛ معناه: واضح؛ وكان واضحا لأنه لا يستند إلى دليل علمي؛
[ ص: 4883 ] ويناقض بدائه العقول; لأن المعبود يجب أن يكون أعلى وأقوى من عابده؛ فهل في تمثال قوة وعلو على الإنسان؟ فأي ضلال أبين من هذا وأضل عقلا وفكرا؟!
وأكد - سبحانه - على لسان
إبراهيم ضلالهم باللام؛ و "قد "؛ و "كان "؛ الدالة على الدوام والاستمرار؛ وبضمير الفصل المؤكد؛ وإن
إبراهيم جمع بين ضلالهم وضلال آبائهم؛ فكان جامعا بين ضلال المقلد والمقلد.