ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين و "نصرنا "؛ معناها: انتصرنا له من القوم الذين كذبوا؛ فـ "نصرناه "؛ متضمنة "انتصرنا "; لأن "انتصر "؛ تتعدى بـ "من "؛ وكانت "له "؛ محذوفة؛ دلت عليها "له "؛ في
[ ص: 4899 ] قوله (تعالى):
فاستجبنا له والمعنى: انتصفنا له منهم؛ إذ ظلموه بالعناد والسخرية والتحدي والإنكار المستمر؛ والمجادلة بالباطل؛ حتى يئس من إيمانهم؛ وقال الله (تعالى) له:
لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ؛ وقد بين - سبحانه - استحقاقهم لما نزل بهم؛ فقال:
إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين هذا بيان لاستحقاقهم ذلك الإغراق وإزالتهم من الوجود؛ وألا يبقى من ذريتهم أحد؛ إذ لا يلدون إلا فاجرا كفارا؛ و "السوء ": هو ما يسوء الناس ويؤذيهم؛ وأضيف السوء إليهم؛ لأنهم لا يصدر عنهم إلا ما يسوء؛ وبسبب ذلك أغرقهم الله أجمعين؛ ولم يبق إلا من حملته السفينة المباركة.