يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد أي أن هذا الذي انقلب على وجهه وتشاءم بالإسلام؛ يعود مرتدا إلى من لا يضر؛ وما لا ينفع؛ فإذا كان لم يعجبه دين الله (تعالى)؛ وتشاءم إذا أصابته فتنة يختبر بها إيمانه وتسليمه الأمور إلى الله (تعالى)؛ خالق كل شيء؛ الذي ينفع ويضر؛ فقد رجا ما لا يضر؛ وما لا ينفع؛ لقد ترك دعاء الله (تعالى)؛ وحاد إلى دعاء ما لا يضر وما لا ينفع؛ و
دون الله معناها غير الله؛
ما لا يضره أي: الذي لا يضر؛ أي ليس سببا فيه التشاؤم الذي بغض إليكم دين الحق؛ لأنكم فتنتم فيه؛ ليختبر مقدار تسليمكم لله؛ وقد زعمتم أنه لا يضر إيمانكم به؛ فهو أيضا لا ينفعكم; ولذا كرر اسم الموصول؛ أي: يدعون ما لا يضر؛ وهو أيضا ما لا ينفع؛ فالإسلام دين الله؛ الذي يضر وينفع؛ أما غيره فدين ما لا يضر؛ وما لا ينفع.
[ ص: 4953 ] وإنكم إذ خرجتم من دينكم؛ فقد خرجتم من الهدى إلى الضلال; ولذا قال - عز من قائل -:
ذلك هو الضلال البعيد أي: ذلك الذي كان منكم؛ وهو أنكم تريدون الأقدار على ما تحبون؛ وتسير على ما تشتهون؛ هو
الضلال البعيد؛ أي: الذي تبتدئون السير فيه؛ حاسبين أنه هداية؛ وكلما أوغلتم بعدتم عنها بعدا طويلا؛ وبذلك تمعنون في
الضلال؛ والتيه؛ إمعانا .