وقد التفت الله (تعالى) حكمه من بعد ذلك إلى
نوح؛ ومن معه؛ مذكرا لهم بعد أن أغرق الكافرين؛ فقال - مخاطبا
نوحا -:
فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين استويت ؛ أي: تمكنت واقتعدت أنت ومن معك مقاعدكم؛
الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ؛ وإن ذلك يدل على أن قوم
نوح قد ساوروه بالأذى؛ وإرادة
[ ص: 5067 ] إهلاكه وقومه؛ حتى أمر بأن يحمد الله (تعالى) على نجاته منهم؛ وقد كانوا ظالمين؛ وهذا كقوله (تعالى):
فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ؛ وهكذا أمر الله (تعالى)
نوحا بأن يحمد الله (تعالى) إذا استوى؛ كما قال في سورة " هود " :
وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ؛