كان كلامهم هذا إيذانا بالإيذاء؛ وقد هددوه؛ ولذا يتجه الرسول إلى من أرسله؛ فيطلب نصره:
قال رب انصرني بما كذبون ؛ اتجه الرسول؛ وهو أي رسول جاء بعد
نوح؛ فهم في معاندة الكافرين لهم؛ والتجائهم إلى ربهم بسبب صورة واحدة تكررت في القرون التي جاءت بعده - عليه
[ ص: 5074 ] السلام -؛ تبين طبائع بعض الناس في تلقي الحق؛ وتبين صبر الرسل؛ وبقاء العنت من أقوامهم؛ ونادى ربه الحافظ الكالئ الحامي:
انصرني بما كذبون ؛ أي: التكذيب؛ وما تبع التكذيب من إعنات وإيذاء؛ ومقاومة عنيفة آثمة؛ فطلب النصرة لا يكون من التكذيب المجرد؛ إنما يكون مما يصحبه؛ ويكون ملازما له.