ولقد ذكر بعد ذلك المؤمنين؛ فقال - عز من قائل -:
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ؛ " الخشية " : خوف يشوبه تعظيم ، والإشفاق خوف تشوبه محبة ، وكذلك شأن المؤمن؛ فهو يخاف الله ويعظمه ، ويحبه ، فهو يحب الله (تعالى) ، ويحبه الله (تعالى) ، وهو يعظم الله (تعالى) ، ويخاف عذابه ، فهو يستكثر أخطاءه ، ويخاف العقاب ، ولذلك كان من شأن أهل الإيمان أن يغلب في نفوسهم خوف العقاب؛ على رجاء الثواب ، وقد أكد - سبحانه - خشية المؤمنين وإشفاقهم بمؤكدات؛ أولها: " إن " ؛ فهي لتوكيد الكلام؛ وثانيها: ضمير الفصل " هم " ؛
[ ص: 5086 ] وثالثها: تقديم الخشية على متعلقها؛ ورابعها: التعبير بـ " ربهم " ، أي: القائم على أمورهم؛ وكالئهم ، وحاميهم.
هذا هو الوصف الأول من أوصاف أهل الإيمان الذين يستحقون الثواب ، ولهم الغرفات الآمنة عند ربهم؛ وذكر - أولا - لأنه يتضمن إذعان القلب ، وامتلاء النفس بهيبته - سبحانه - ، فيكون قريبا منه ، يفطن لآياته ، ولذا قال - سبحانه - في الوصف الثاني: