وقد بين - سبحانه - ما يؤدي إلى نزاهته نزاهة مطلقة؛ فقال - عز من قائل -:
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ؛ وقدم الغيب على الشهادة; لأن العلم بالغيب أبلغ في الدلالة على وصف العلم من الشهادة؛ وقال (تعالى):
عالم الغيب ؛ من غير التعدية بالباء؛ للإشارة إلى أنه يعلم الغيب كله؛ لا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء؛ لا في الغيب؛ ولا في الشهادة؛ ومن كان كذلك فهو كامل الوجود؛ ليس له شبيه؛ ولا مثيل؛ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير؛ فتعالى الله عما يشركون؛ أي: فتسامى - سبحانه - عن أن يشركوا به شيئا؛ و " ما " ؛ موصول حرفي؛ أي: تعالى الله عن إشراكهم به؛ ويصح أن تكون موصولا اسميا.