لقد ذكرهم - سبحانه - بسلطانه في السماوات والأرض؛ وأن المآل إليه؛ فقال:
ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم ؛ أكد الله - سبحانه وتعالى - ملكيته لكل ما في السماوات من نجوم وكواكب؛ وبروج مشيدة؛ وغيرها؛ وما في الأرض من إنس وجن؛ وجبال ووهاد؛ وما في باطنها من معادن جامدة وسائلة؛ وفلزات؛ وما فيها من بحار؛ فيها أحياء تثير العجب؛ من إبداع الخلق والتكوين.
[ ص: 5238 ] وكان الله (تعالى) يملكها ملكية مطلقة; لأنه خالقها؛ ومبدعها؛ وهو يعلم كل ما خلق؛
ألا يعلم من خلق قد يعلم ما أنتم عليه ؛ " قد " ؛ للتحقيق والتأكيد؛ كما هي في القرآن دائما؛ وهذا فيه تبشير وترهيب؛ فهو يعلم ما أنتم عليه من خير؛ وشر؛ وما تعتزمون؛ وما تعلنون به؛ فلا تخفى عليه خافية من أموركم؛ وهو مجازيكم بما يعلم؛ وما تعملون.
ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا ؛ الفاء في قوله (تعالى) [
فينبئهم ؛] كفاء جواب الشرط؛ وكفاء الصلة؛ و " يوم يرجعون " ؛ ينبئهم التنبيء والإخبار بالشؤون الخطيرة؛ وأي خطر أعظم من حساب يوم القيامة عما عملوا في الدنيا؛ وجزائهم عليه من نعيم؛ أو جحيم.
والتنبيء بما عملوا؛ جعله حاضرا بين أيديهم؛ ويجزون عليه جزاء وفاقا؛ وختم الله (تعالى) الآية بقوله (تعالى):
والله بكل شيء عليم ؛ لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.