فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ؛ الفاء فاء الإفصاح; لأنها تفصح عن شرط مقدر؛ وتقدير القول: إذا كان الذين صاحبونا وشجعونا مجرمين؛ فما لنا من شفيع يشفع لنا؛ ويضم صوته إلى صوتنا؛ ولا صديق حميم يتألم معنا؛ ويرفع عنا مقت ربنا؛ أو يشاركنا؛ فينقص منا ما يصيبنا من مقت وسوء عاقبة؛ ويتمنون نادمين؛ ولات حين مندم؛ وعدد الشافعين؛ لأنهم في الشدة يكونون كثيرين؛ وذكر الصديق مفردا؛ لأن الصديق الحميم يكون قليلا؛ وليس كثيرا.
[ ص: 5375 ] فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ؛ الفاء أيضا للإفصاح؛ لأنها سدت عليهم كل منافذ النجاة؛ فتمنوا رجعة إلى الدنيا كرة أخرى يؤمنون فيها؛ ويدركون الحق ويذعنون له؛ " لو " ؛ هنا للتمني؛ وهو تمني أن يعودوا إلى الدنيا كرة أخرى؛ والفاء فاء السببية؛ و " أن " ؛ مضمرة بعدها؛ أي: فنكون بسبب ذلك من المؤمنين المذعنين للحق؛ الذين لا يمارون فيه.
كان الكلام في يوم الآخرة عندما قال - عليه السلام - يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؛