[ ص: 5395 ] فعقروها ؛ أي: نحروها؛ وذلك لوسوسة الشيطان لهم; ولأن النفس تحاول معرفة الغريب من الأشياء؛ وهي مولعة بالغريب من الأمور؛ ولقد كان وجودها بينهم - فوق أنها دلالة النبوة؛ ومعجزة النبي - مثيرا لاستغرابهم؛ وحثهم على الضبط؛ فلما عقروها؛ وقدروا خواصها؛
فأصبحوا نادمين ؛ على فعلتهم؛ لما فاتهم من خيرها؛ ولأنهم رأوا خواصها؛ ولأنهم توقعوا العقاب الأليم بعدها؛ ولذا قال (تعالى) - فيهم -:
فأصبحوا نادمين ؛ أي أن الندم استغرقهم؛ وصار حالا دائمة لهم.
والعاقر بلا ريب بعضهم؛ ولكنه برضاهم; لأنهم لم ينهوه؛ فنسب الفعل إليهم؛ لأنهم لم يتناهوا عن هذا المنكر الذي نبهوا بالنهي عنه تنبيها شديدا؛ وأنذروا بعذاب يوم عظيم.