نبذات الشياطين
قال (تعالى):
هل أنبئكم على من تنـزل الشياطين تنـزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ادعى المشركون أن القرآن الكريم تنزلت به الشياطين؛ كما يزعمون أنها تتنزل على الكهان وأشباههم؛ فنفى الله (تعالى) ذلك؛ وأخذ يبين صفات من تنزل عليهم الشياطين؛ وذكر أصنافا من هؤلاء الذين تنزل عليهم الشياطين؛ فقال - سبحانه وتعالى -:
هل أنبئكم على من تنـزل الشياطين ؛ الاستفهام للتنبيه؛ و " التنبيء " : الإخبار بما له شأن؛ وللنفس به اهتمام؛ و " التنزل " : النزول؛ ولا يقال عن الله (تعالى)؛ وإنما يقال عن الملائكة؛ فيقال: " تنزل " ؛ كما قال (تعالى):
تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ؛ وهو
[ ص: 5419 ] ما يبث في النفوس من البشرى والاطمئنان؛ و " الشياطين " ؛ لا يقال في المفتري؛ أو الآثم إلا التنزل؛ وقد جاء في المفردات
للراغب الأصفهاني: " لا يقال في المفترى والكذب وما كان من الشيطان إلا التنزل؛ وعلى من تنزل الشياطين؛ إلى آخر الآية؛ والتنزل من الشياطين؛ هو ما يوسوسون به؛ ويوجهونها نحو الشر والإثم البين؛ ويلاحظ أن " تنزل " ؛ محذوفة التاء؛ وأصلها " تتنزل " ؛