أجابوها بما يقوي عزمها ويشد أزرها ويطمئن حكمها؛ كشأن حاشية الملوك؛ ومدبري الأمر معهم؛
قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ؛ أجابوا بثلاثة أمور مطمئنة؛ ملقية في نفسها روح الاطمئنان على حكمها وسلطانها.
[ ص: 5452 ] أول هذه الأمور الثلاثة:
نحن أولو قوة ؛ أي: أصحاب قوة في استعدادنا من حيث العدد والذخيرة؛ وكل ما يحتاج إليه الجند القوي المستعد؛ وثاني هذه الأمور: أنهم " أولو بأس " ؛ أي: أهل همة ونجدة وشجاعة؛ لا نفرط في الدفاع أو الجهاد إذا دعا داعيه؛ وإن بأسنا شديد؛ لا نتخاذل في حرب؛ الأمر الثالث: أن القيادة كلها؛ الأمر؛ إليها؛ ولذا قالوا:
والأمر إليك ؛ أي نحن نتعاون طائعون؛ فالأمر إليك؛
فانظري ماذا تأمرين ؛ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ أي: إذا كان الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين؛ أي: انظري في نفسك الذي تأمرين به; لأن الاستعداد كامل؛ لتنفيذ الذي تأمرين به كاملا غير منقوص.