من آيات الله على الوحدانية
قال (تعالى):
قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون أمن خلق السماوات والأرض وأنـزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي [ ص: 5469 ] رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون
بعد أن ذكر - سبحانه - من أخبار الرسل ما لم يكن مكررا في أخبار سبقت؛ فمثلا أولئك الرهط التسعة الذين ائتمروا بقتل
صالح - عليه السلام - لم يذكروا من قبل؛ وهكذا؛ تجد في كل قصة - تجدد ذكرها - شيئا لم يذكر من قبل؛ بعد هذا القصص قال الله لنبيه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهم: الحمد لله؛
قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون ؛ قل لهم يا
محمد: الحمد لله؛ أقدم القول بحمد الله (تعالى) والثناء عليه بما هو أهله أن أمدني بهذا القصص الصادق؛ وإني ما كنت بدعا من الرسل؛ وإني ما جئتكم بأمر من عندي؛ وإن المثلات قد سبقت لقومي بما أدى إليه كفرهم؛ وتحية وسلام للذين اصطفاهم الله (تعالى) واختارهم؛ وأرسلهم تترى؛ وتلقوا الصدمات من أقوامهم صدمة بعد صدمة؛ وصبروا حتى بدل من بعد خوفهم أمنا؛ ومن غطرسة أقوامهم هلاكا؛ وهأنذا أتلقى الصدمة؛ والله مبدل خوفي أمنا إن شاء الله (تعالى)؛ والقضية التي كان حولها الإيذاء والتعنت والدعوة الحق؛
آلله خير أما يشركون ؛ أي أن الذي كان حوله النزاع بين الحق؛ والباطل عبادة الله وحده خير أم الذي يشركون به؟! وجعلت الصيغة الموازنة بين ذات الخالق البارئ المنشئ من العدم خير أم الأوثان التي يجعلونها شريكة في عبادته؟! وهي موازنة ظاهرة
[ ص: 5470 ] البطلان؛ أو كيف يوازن بالخالق؛ والمخلوق؛ والمنشئ؛ ومن أنشاه - تعالى الله عما يشركون -؛ ولا يستويان؛ فلا يستوي الخالق؛ والأوثان؛